فصل: ما جاء على أفعل من هذا الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


2276- طَيُورٌ فَيُوءٌ‏.‏

يضرب للسَّرِيع الغَضَب السريع الرجُوع، من فَاءَ يَفِيءُ‏.‏

2277- طَامِرُ بْنُ طَامِرٍ‏.‏

قال أبو عمرو‏:‏ أي بعيدُ بن بعيد من قولهم ‏"‏طَمَرَ إلى بلد كذا‏"‏ إذا ذَهَبَ إليها‏.‏

يضرب لمن يَثِبُ على الناسِ وليس له أصل ولا قديم‏.‏

2278- طَمِعُوا أنْ يَنَالُوهُ فَأصَابُوا سَلَعا وَقَاراً‏.‏

السَّلَع‏:‏ شجر مر، وكذلك القار، قال ابن الأعرابي‏:‏ يقال ‏"‏هذا أقْيَرُ من ذلك‏"‏ أي أمَرُّ من ذلك ‏.‏

يضرب لمن لا يُدْرَكُ شأوه‏.‏

2279- الطَّعْنُ يَظأَرُ‏.‏

يقال‏:‏ ظَأَرْتُ الناقَةَ أظأرها ظأرا، إذا عَطَفْتها على ولد غيرها‏.‏

يضرب في الإعطاء على المَخَافة، أي طَعْنُك إياه يَعْطِفه على الصلح‏.‏

2280- أَطْيَبُ مَضْغَةٍ صَيْحَانِيَّةٌ مُصَلَّبٌة‏.‏

أي أطيبُ ما يُمْضَغ صَيْحَانية، وهي ضرب من التمر، ومُصَلَّبة‏:‏ من الصَّليب وهو الوَدَكُ، أي ما خلط من هذا التمر بوَدَكٍ فهو أطْيَبُ شيء يمضغ ‏.‏

يضرب للمُتَلاَئمين المتوافقين‏.‏ ‏[‏ص 433‏]‏

2281- أَطْعِمَ أَخَاكَ مِنْ كُلْيَةِ الأرْنَبِ‏.‏

مثل قولهم ‏"‏أطعم أخاك من عَقَنْقَل الضب‏"‏‏.‏

يضربان في المواساة‏.‏

2282- طَعَنَ فُلاَنٌ فُلانَاً الأثْجَلَيْنِ‏.‏

إذا رماه بداهية من الكلام، وهو من الثُّجْلَة وهي عِظَمُ البطنِ وسَعَته‏.‏

قلت‏:‏ يروى هذا على وجه التثنية، والصواب ‏"‏الأثُجَلِينَ ‏"‏على وجه الجمع، مثل الأقْوَرِينَ والَفْتَكَرِين والبُلَغِينَ وأشباهها، والعرب تجمع أسماء الدواهي على هذا الوجه للتأكيد وللتهويل والتعظيم‏.‏

2283- طَارَتْ عَصَا بَنِي فُلاَنٍ شِقَقاً‏.‏

إذا تفرقوا في وُجُوهٍ شَتَّى، قال الأسدي‏:‏

عِصِيُّ الشَّمْل من أسدٍ أراها * قد انْصَدَعَتْ كَمَا انْصَدَعَ الزُّجَاجُ

2284- طَرَقَتْهُ أُمُّ اللُّهَيْمِ، وَأُمُّ قَشْعَمٍ‏.‏

وهما للمنية‏.‏

2285- طَعْنُ اللِّسَانِ كَوَخْزِ السِّنَانِ‏.‏

لأن كَلْم الكلمة يَصِلُ إلى القلب، والطعن يصل إلى اللحم والجلد‏.‏

2286- طَرَاثِيثُ لاَ أرْطَى لَهَا‏.‏

الطرْثُوثُ‏:‏ نَبْت ينبت في الأرطى‏.‏

يضرب لمن لا أصل له يرجع إليه‏.‏

2287- أطَاعَ يَداً بِالْقَوْدِ فَهْوَ ذَلُول‏.‏

يضرب للصعب يَذِلُّ ويسامح، ونصب ‏"‏يدا‏"‏ على التمييز‏.‏

2288- طَالِبُ عُذْرٍ كَمُنْجِحٍ‏.‏

قال أبو عمرو‏:‏ أي إذا غَضِب عليك قومٌ فاعتذرت إليهم فقبلوا عُذْرَكَ فقد أنْجَحْتَ في طَلِبَتِكَ‏.‏

2289- طَلَبَ أَمْراً وَلاَتَ أَوَانٍ‏.‏

يضرب لمن طلب شيئاً وقد فاته وذهَب وقته، وقال‏:‏

طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلاَتَ أَوَانٍ * فأجَبْنَا أنْ لَيْسَ حِين بَقَاء

قال ابن جني‏:‏ من العرب مَنْ يَخْفِضُ بلات، وأنشد هذا البيتَ‏.‏

2290- طَارَ طَائِرُ فُلاَنٍ‏.‏

إذا استخفّ كما يقال في ضده ‏"‏وقَعَ طائره‏"‏ إذا كان وَقُورا‏.‏

2291- طَحَتْ بِكَ الْبِطْنَهُ‏.‏

يضرب لمن يكثر ماله فيأشَرُ ويَبْطَر ‏.‏

وهذا مثل قولهم ‏"‏نَزَتْ بك البِطْنَةُ‏"‏

2292- اطَّلَعَ عَلَيْهِ ذُو الْعَيْنَيْنِ‏.‏

أي اطلع عليه إنسان‏.‏

يضرب في التحذير‏.‏ ‏[‏ص 434‏]‏

2293- طَمَسَ اللّهُ كَوْكَبَهُ‏.‏

يضرب لمن ذهب رَوْنَقُ أمره وانهدَّ ركنه

2294- طَمَحَ مِرْثَمُهُ‏.‏

أي عَلاَ مكاناً لم يكن ينبغي له أن يَعْلُوه والمرثم‏:‏ الأنفُ، من الرَّثْمِ وهو الكسر، وطَمَح‏:‏ علا وارتفع‏.‏

2295- طارَ أنْضَجُهَا‏.‏

قالها رجل اصطاد فِرَاخَ هامةٍ فملَّهُنَّ في رَمَاد هامد وهن أحياء، فانْفَلَتَ أحدُها فلم يَرُعْهُ إلا وهو يَطِير، فعند ذلك قال‏"‏طار أنْضَجُهَا ‏"‏ فبينا هو كذلك إذِ انْفَلَتَ آخر منها يسعى، وبقي تحت الرماد واحد، فجعل يَصْأى، فقال‏:‏ اصْأَ صويَّان فالدويرجان أنضج منك، قال أبو عمرو‏:‏ وكلهن يُضْرَبْنَ أمثالا، ولم يبين في أي موضِعٍ تستعمل‏.‏

2296- طَأْطِىْء بَحْرَكَ‏.‏

أي على رِسْلِكَ ولا تَعْجَلْ، يقال‏:‏ طأطأت رأسي، أي خَفَضْته، جعل البحرَ بما فيه من اضطراب الأمواج مثلا للعَجَلة، وجعل الطأطأة مثلا لتسكين ما يعرض منها‏.‏

يضرب للغضبان‏.‏

2297- أطْلِقْ يَدْيكَ تَنْفَعَاكَ يَارَجُل‏.‏

ويروى ‏"‏أَطْلِقْ‏"‏ بقطع الألف من الإطلاق، وهو التقييد، يقال‏:‏ أطلقْتُ الأسير، وأطلقْتُ يَدِي بالخير، وطَلَقْتها أيضاً، ومعنى المثل الحثُّ على بَذْل المال واكتساب الثناء ‏.‏

2298- طَوَيْتُهُ عَلَى غَرِّهِ‏.‏

غَرُّ الثوبِ‏:‏ أثر تَكَسُّره، يقال‏:‏ اطوه على غَرِّه، أي على كسره الأول‏.‏

يضرب لمن يُوكَلُ إلى رأيه، أي تركته على ما انْطَوَى عليه ورَكَنَ إليه‏.‏

2299- طَعْمُ ذِكْرِكَ مَعْسُولٌ بِكُلِّ فَمٍ‏.‏

يقال‏:‏ طعام مَعْسُول ومُعَسَّل، إذا جُعِل فيه العَسَل، وهذا مثل على صيغة الخبر، والمراد منه الأمر، أي ليكن ذكْرُكَ حُلْواً في أفواه الناس، وفي هذا حث على حُسْن القول والفعل‏.‏

2300- طَالَ طِوَلُهُ‏.‏

ويقال طِيَلُه، وطُولُه وطِيلُه ساكنةَ الواوِ والياء، ويقال‏:‏ طال طُوَلُه بضم الطاء وفتح الواو، وطال طَوَالُه وطَيَاله بالفتح، كُلٌّ يقال، ولها معنيان، قالوا‏:‏ معناه طال عُمْرُك، وقالوا‏:‏ معناه طالت غيبتك، قال القطامي‏:‏

إنَّا مُحُّيوكَ فَاسْلَمْ أيُّهَا الطَّلَلُ * وَإنْ بَلِيتَ وإن طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ

أراد‏:‏ وإن طالت بك الغَيْبة، فلهذا أنَّثَ الفعْلَ، ويجوز أنه قَدَّر الطِّيَلَ جمع طيلَة فأنث فعلها على هذا التقدير‏.‏ ‏[‏ص 435‏]‏

2301- طَعَنْتَ فِي حَوْصِ أَمْرٍ لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ‏.‏

الحَوْصُ‏:‏ الخِياطة في الجلد، لا يكون في غير ذلك، قاله أبو الهيثم، ومنه‏:‏ حُصْ عَيْنَ البازي، وحُصْ شقَّ كَعْبِكَ، ويقال‏:‏ لاطْعَنَنَّ في حَوْصِهم، أي لأخرقنَّ ما خَاطوه ولَفَّقُوه من الأمر، والحَوْصُ‏:‏ المصدر، ويجوز أن يكون بمعنى المَحُوص كالقَوْل بمعنى المَقُول والنَّوْل بمعنى المَنُول‏.‏

يضرب لمن تناول من الأمر ما ليس له بأهل

2302- طَاعَةُ النِّسَاء نَدَامَةٌ‏.‏

الطاعة‏:‏ بمعنى الإطاععة كالطَّاقَة والجَابَة، والمصدر في قوله ‏"‏طاعة النساء ‏"‏ مضافٌ إلى المفعول‏:‏ أي طاعتك النساء، والطاعة لا تكون نفس الندامة، ولكن سببها، كأنه قال‏:‏ طاعتُكَ النساءَ مُورِثة للندامة‏.‏

يضرب في التحذير عواقب طاعتهن فيما يأمرن

2303- طُوُل التَّنَائِي مَسْلاَةٌ للتَّصَافِي‏.‏

مَسْلاَة‏:‏ مَفْعَلَة من السلُوِّ والسُّلْوَان، يقال‏:‏ الخمر مَسْلاَة للهم، أي مُذْهِبة للحزن، وهذا كما أنشده الرِّيَاشي‏:‏

يُسْلِي الْحَبِيبَيْنِ طولُ النَّأيِ بَيْنَهُما * وَتَلْتَقِي طُرُقٌ أخْرَى فَتَأْتَلِفُ

فَيُحْدِثُ الواصِلُ الأدْنَى مَوَدَّتَهُ * وَيَصْرِمُ الْوَاصِلُ الأنأى فَيَنْصَرِفُ

2304- طَالَمَا مُتِّعَ بِالْغِنَى‏.‏

ويروى ‏"‏أُمْتِعَ‏"‏ وكلاهما بمعنى واحد، وبنو عامر يقولون أمْتَعَ في موضع تمتع، ومنه قول الراعي‏:‏

‏[‏قَلِيلاً‏]‏وكانا بالتفرق أمْتَعَا* ‏(‏صدره * خليلين من شعبين شتى تجاورا*‏)‏

ومعنى المثل طالما تمتع الإنسان بغناه‏.‏

يضرب في حَمْدِ الغنى‏.‏

2305- اطْمَئِنَّ عَلَى قَدْرِ أَرْضِكَ‏.‏

هذا قريب من قول العامة‏:‏ مُدَّ رِجْلَكَ على قدر الكساء‏.‏

يضرب في الحث على اغتنام الاقتصاد

2306- طَرَافَةٌ يُولَعُ فِيهَا الْقُعْدُدُ‏.‏

الطَّرَافة‏:‏ مصدر الطَّرِيف والطَّرِف، وهما الكثير الآباء إلى الجد الأكبر، ويمدح به، والقُعْدُد‏:‏ نقيضه، ويذم به، لأنه من أولاد الهَرْمَى، وينسب إلى الضعف، قال الشاعر‏:‏ ‏(‏هو دريد بن الصمة‏)‏

دَعَانِي أَخِي وَالْخَيْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ * فَلَمَّا دَعَانِي لم يَجِدْنِي بِقُعْدُدِ

وقال في الطرف‏:‏

طَرِفُونَ وَلاَّ دُونَ كلَّ مُبَارَكٍ * أمرون لاَ يَرِثُونَ سَهْمَ الْقُعْدُدِ ‏[‏ص 436‏]‏

ومعنى المثل‏:‏ أولع هذا القعدد بالوقيعة في طَرَافة هذا الطرِف والغَضِّ منه‏.‏

يضرب لمن يحتقر محاسن غيره، ولا يكون له منها حَظ ولا نصيب‏.‏

2307- طَلَيْتُ عَنْ فِيقَتِهِ الْعَجِيَّ‏.‏

يقال‏:‏ طَلَوْتُ الطَّلاَ وطَلَيْته، إذا حبسته عن أمه، والْفِيقَة‏:‏ ما يجتمع من اللبن في الضَّرْع بين الحلبتين، والْعَجِيٌّ‏:‏ الولَدُ تموت أمُّه فيربيه صاحبه بلبن غيرها، يقال‏:‏ عَجَوْتُه أَعْجُوه، إذا فعلْتَ ذلك به‏.‏

يضرب لمن يظلم مَنْ لا ناصر له، ولا يقاومه‏.‏

2308- اطْلُبْ تَظْفَرْ‏.‏

الظَّفَر‏:‏ الفَوْز بالمراد والبغية، يقول‏:‏ الظَّفَرُ ثانٍ للطلب، فاطلب طَلِبَتَكَ، أو لا تَظْفَرْ به ثانياً‏.‏

يضرب في الحثِّ على طلب المقصود‏.‏

2309- اطْلُبْهُ مِنْ حَيْثُ وَلَيْسَ‏.‏

حَيْث‏:‏ كلمة تُبْنَى على الضم كقَطُّ، وعلى الفتح ككَيْفَ، وتضاف إلى الجمل، تقول‏:‏ اجلس حَيْثُ تجلس، واقعد حَيْث عَمْرٌو، أي حَيْثُ عمرو قاعد، وحيث يقوم زيد، وليس‏:‏ أصله لا أيس، والأيْسُ‏:‏ اسْمٌ للموجود، فإذا قيل ‏"‏لا أَيْسَ‏"‏ فمعناه لا موجود ولا وجود، ثم كثر استعماله، فحُذِفَتِ الهمزة، فالتقى ساكنان أحدهما ألف لا والثاني ياء أيْسٍ، فحذفت الألف فبقي لَيْسَ، وهي كلمة نَفْي لما في الحال، ويُوضَع موضَع لا، كقول لبيد‏:‏

إنما يَجْزِى الْفَتَى لَيْسَ الجَمَل*

أي لا الجمل، وفي هذ المثل وضع موضع لا، يعني اطلب ما أمرتك من حيث يوجد ولا يوجد، وهذا على طريق المبالغة، يقول‏:‏ لا يفوتَنَّكَ هذا الأمر على أي حال يكون وبَالِغْ في طلبه‏.‏

2310- طَرْفُ الْفَتيَ يُخْبِرُ عَنْ لِسَانِهِ‏.‏

ويروى ‏"‏عن ضميره‏"‏ وقال بعض الحكماء‏:‏ لا شاهِدَ على غائب أعْدَلُ من طَرْفٍ على قلب ‏.‏

2311- طَرِيقٌ يَحِنُّ فِيهِ الْعَوْدُ‏.‏

ويروى ‏"‏يحنُّ فيه إلى العَوْدِ‏"‏ فمعنى الأول يحنُّ أي يَنْشط فيه العَوْدُ لوضوحه، ومعنى الثاني أي يحتاج فيه إلى العود لدروسه والعَوْدُ أهدى في مثله من غيره، ويجوز أن يكون الْعَوْدُ في معنى الأول يَحِنُّ لصعوبته فيكون المعنيان واحداً‏.‏

2312- طَأْمُعْرِضاً حَيْثُ شِئْتَ‏.‏

أي ضَعْ رجليك حيث شئت، ولا تَتَّقِ شيئا قد أمكنك‏.‏

يضرب لمن قرب مما كان يطلبه في سُهُولة‏.‏ ‏[‏ص 437‏]‏

*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب

2313- أَطْوَلُ منْ ظِلِّ الرُّمْحِ‏.‏

ه ذا من قول يزيد بن الطَّثْرية‏:‏

وَيَوْم كَظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّر طُولَه * دَمُ الزَّقِّ عَنَّا وَاصْطِكَاكُ الْمَزَاهِرِ

ويقال للإنسان إذا أفرط في الطول‏:‏ ظل النعامة، ويقال‏:‏ فلان ظل الشيطان، للمنكر الضَّخْم، فأما ‏"‏لطيم الشيطان‏"‏ فإنما يقال ذلك للذي بوجهه لقوة‏.‏

2314- أطْوَلُ مِنْ طُنُبِ الخَرْقَاءِ‏.‏

وذلك لأن الخرقاء لا تعرف المقدار فتُطِيله، وذكرهم للخرقاء ههنا كذكرهم للحَمْقاء في موضع آخر، وهو قولهم ‏"‏إذا طلع السماك ذهب العكاك وبَرَدَ ماءُ الحمقاء‏"‏ وذلك أن الحمقاء لا تبرد الماء، فيقولون‏:‏ إن البرد يُصِيبُ ماءها وإن لم تُبَرِّدْهُ‏.‏

2315- أَطْوَلُ مِنَ الصُّبْح‏.‏

ويروى‏"‏من الفَلَق‏"‏ أيضاً، والصبح يعرض ويطول عند انتشاره، لكنهم اكْتَفَوا بذكر الطول عن ذكر العَرْضِ للعلم بوجوده‏.‏

2316- أطْوَلُ مِنَ السُّكَاكِ‏.‏

ويقال له ‏"‏ السُّكَاكة‏"‏ أيضاً، وهما الهواء الذي يلاقي عَنَانَ السماء، ومنه قولهم‏"‏ لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في السُّكَاك‏"‏ أي في السماء، ويقال له ‏"‏اللُّوح‏"‏ أيضاً‏.‏

2317- أطْوَلُ ذَمَاءً مِنَ الضَّبِّ‏.‏

الذَّماء‏:‏ ما بين القَتْل إلى خروج النفس، ولا ذَمَاء للإنسان، ويقال‏:‏ الذَّمَاء بقية النَّفَس وشدة انعقاد الحياة بعد الذبح وهَشْمِ الرأس والطعن الجائف، والتامور أيضاً‏:‏ بقية النَّفَسِ، وبعضهم يفصح عنه فيجعله دمَ القلب الذي ما بقي الإنسان، والضبُّ يبلغ من قوة نَفَسه أنه يُذْبَح فيبقى ليلته مذبوحا مَفْرِيَّ الأوداج ساكنَ الحركة ثم يطرح من الغد في النار، فإذا قدروا أنه نضج تحرك حتى يتوهَّمُوا أنه قدر صار حياً وإن كان في العين ميتاً‏.‏

2318- أَطْوَلُ ذَمَاءً مِنَ الأَفْعَى‏.‏

وذلك أن الأفعى تُذْبَحُ فتبقى أياما تتحرك‏.‏

2319- أطْوَلُ ذَمَاءً مِنَ الحَيَّةِ‏.‏

لأنه ربما قُطِع منها الثلث من قِبَلِ ذَنَبَها فتعيش إن سلمت من الذَّرَّ‏.‏

2320- أَطْوَلُ ذَمَاءً مِنَ الخُنْفُسَاءِ‏.‏

وذلك أنها تُشْدَخ فتمشي، ومن ‏[‏ص 438‏]‏ الحيوان ضروبٌ يطول ذَمَاؤها ولا يضرب بها المثل كالكلب والخنزير‏.‏

2321- أطْوَلُ مِنْ فَرَاسِخِ دَيْرِ كَعْبٍ‏.‏

هذا من قول الشاعر‏:‏

ذَهَبْتَ تَمَادِياً وذَهَبْت طُولاً * كَأَنَّكَ مِنْ فَرَاسِخِ دَيْرِ كَعْبِ

وقولهم‏:‏

2322- أطوَلُ صُحْبةً مِنَ الْفَرْقَدَيْنِ‏.‏

هو من قول الشاعر أيضاً حيث يقول

وكُلُّ أخٍ مُفَارِقُهُ أخُوهُ * لَعَمْرُ أبِيكَ إلاَّ الْفَرْقَدَانِ

2323- أطْوَلُ صُحْبَةً مِنَ اْبنَيْ شَمَامِ‏.‏

من قول الشاعر أيضاً‏:‏

وكُلُّ أخٍ مُفَارِقُهُ أخُوهُ * لَعَمْرُ أبِيكَ إلاَّ اْبنَيْ شَمَامِ

2324- أطْوَلُ صُحْبَةُ مِنَ نَخْلَتَيْ حُلْوَانَ‏.‏

هذا من قول الشاعر‏:‏

أسْعِدَانِي يَا نَخْلَتَيْ حُلْوَانِ * وَارْثِيَا لِي مِنْ رَيْبِ هذَا الزَّمَانِ

وَاعْلَمَا إنْ بَقِتُمَا أنَّ نَحْساً * سَوْفَ يَلْقَاكُمَا فَتَفْتَرِقَانِ

وكان المهديُّ خرج إلى أكناف حُلْوَان متصيداً، فانتهى إلى نخلتي حلوان، فنزل تحتهما وقعدا للشرب، فغناه المغنى‏:‏

أيا نَخْلَتَيْ حُلْوَانَ بِالشَّعْبِ إنَّمَا * أشَذَّ كُمَا عَنْ نَخْلِ جَوْخَي شَقَاكُمَا

إذَا نَحْنُ جَاوَزنَا الثَّنِيَّةً لم نَزَلْ * عَلَى وَجَلٍ مِنْ سَيْرِنَا أوْ نَرَاكُمَا

فهمَّ بقطعهما، فكتب إليه أبوه المنصور‏:‏ مَهْ يا بنيَّ، واحذر أن تكون ذلك النَّحْسَ الذي ذكره الشاعر في خطابهما حيث قال‏:‏

وَاعْلَمَا إنْ بقيتُمَا أنَّ نَحْساً * سَوْفَ يَلْقَاكُمَا فَتَفْتَرِقَان

2325- أَطْيَرُ مِنْ عُقَابٍ‏.‏

وذلك أنها تتغدَّى بالعراق، وتتعشَّى باليمن، وريشُها الذي عليها هو فروتها في الشتاء وخَيْشُها في الصيف‏.‏

2326- أطْيَرُ مِنْ حُبارَى‏.‏

لأنها تُصَاد بظهر البصرة فتوجَدُ في حَوَاصلها الحبة الَخْضَراء الغَضَّة الطرية، وبينها وبين ذلك بلاد وبلاد‏.‏

2327- أطْيَشُ مِنْ فَراشَةٍ‏.‏

لأنها تُلْقِى نفسَهَا في النار‏.‏

وأما قولهم‏:‏

2328- أَطْيَشُ مِنْ ذُبابٍ‏.‏

فهو من قول الشاعر‏:‏ ‏[‏ص 439‏]‏

وَلأنْتَ أطْيَشُ حِينَ تَغْدُو سَادِراً * رَعْشَ الْجَنَانِ مِنَ القَدُوحِ الأقْرحِ

السادر‏:‏ الراكبُ رأسَه، والجنانَ‏:‏ القلبُ، والقَدُوح الأقرح‏:‏ الذباب، وذلك أنه إذا سقَط حَكَّ ذراعاً بذراع كأنه يقدح، والأقرح‏:‏ من القُرْحَة، وكل ذباب في وجهه قرحة‏.‏

2329- أطْيَشُ مِنْ عِفْرٍ‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ الْعِفْرُ‏:‏ ذكَرُ الخَنَازير، والعِفْر أيضاً‏:‏ الشيطان، والعفريت أيضاً‏.‏

2330- أطْيَبُ نَشْراً مِنَ الرَّوْضَة‏.‏

النَّشْرُ‏:‏ الريحُ، يعني الرائحة‏.‏

2331- أطْيَبُ نَشْراً مِنَ الصِّوَارِ‏.‏

قالوا‏:‏ الصِّوار‏:‏ المِسْكَ، وأنشد‏:‏

إذَا لاَحَ الصِّوَارُ ذَكَرْتُ لَيْلَى * وَأذْكُرُهَا إذَا نَفَحَ الصِّوَارُ

2332- أَطْمَعُ مِنْ قَالِبِ الصَّخْرَةِ‏.‏

هو رجل من مَعَدٍّ رأى حَجَراً ببلاد اليمن مكتوباً عليه بالمُسْنَد‏:‏ اقْلِبْنِي أنْفَعْكَ، فاحتال في قلبه، فوجد على جانبه الآخر‏:‏ رُبَّ طَمَعٍ يَهْدِي إلَى طَبَعٍ، فما زال يضرب بهامته الصخرة تَلَهُفاً حتى سال دماغُه وقاظ‏.‏

2333- أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ‏.‏

هو رجل من أهل المدينة يقال له ‏"‏أشْعَبُ الطَّمَّاع‏"‏ وهو أشْعَبُ بن جُبَير مولَى عبدِ الله بن الزبير، وكتنه أبو العلاء، سأل أبو السمراء أبا عبيدة عن طَمَعه، فقال‏:‏ اجتمع عليه يوماً غِلْمان من غِلْمان المدينة يُعَابثونه، وكان مَزَّاحاً ظريفاً مغنياً، فآذاه الغِلْمة، فقال لهم‏:‏ إن في دار بني فلان عُرْساً، فانْطَلِقُوا إلي ثَمَّ فهوا أنْفَعُ لكم، فانْطَلَقُوا وتركوه، فلما مَضَوْا قال‏:‏ لعل الذي قلتُ من ذلك حَقّ، فمضى في أثرهم نحو الموضع، فلم يجد شيئاً، وظفر به الغلمانُ هناك فآذِوْه‏.‏

وكان أشعب صاحبَ نوادر وإسناد، وكان إذا قيل له حدثنا، يقول‏:‏ حدثنا سالم بن عبد الله - وكان يبغضني في الله - فيقال له‏:‏ دَعْ ذا، فيقول‏:‏ ما عَنِ الحقِّ مَدْفَع، ويروى‏:‏ ليس للحق مَتْرَك، وكانت عائشة بنت عثمان كَفَلَته وكفلت معه ابن أبي الزناد فكان يقول أشعب‏:‏ تربيت أنا وابن أبي الزناد في مكان واحد، فكنْتُ أسْفُلُ ويعلو، حتى بلغنا إلى ما ترون‏.‏

وقيل لعائشة‏:‏ هل آنَسْتِ من أشْعَبَ رُشْداً‏؟‏ فقالت‏:‏ قد أسلمتُه منذ سَنَةٍ في البز ‏[‏ص 440‏]‏ فسألته بالأمس‏:‏ أين بلغت في الصناعة‏؟‏ فقال‏:‏ يا أُمَّه قد تعلمْتُ نصفَ العمل، وبقي على نصفه، فقلت‏:‏ كيف‏؟‏ فقال‏:‏ تعلمت النَّشْرَ في سنة، وبقي على تعلم الطيِّ، وسَمِعْتُهُ اليومَ يخاطب رجلا وقد ساوَمَه قوس بندق، فقال‏:‏ بدينار، فقال‏:‏ والله لو كنت إذا رميت عنها طائراً وقع مَشْوِياً بين رغيفين ما اشتريتها بدينار، فأيَّ رشد يؤنس منه‏؟‏‏.‏

قال مصعب بن الزبير خرج سالم بن عبد الله بن عمر إلى ناحية من نواحي المدينة هو وحُرَمُه وجَوَارِيه، وبلغ أشعبَ الخبرُ، فوافى الموضع الذي هم به، يريد التطفل، فصادف البابَ مُغْلقاً فتسوَّرَ الحائط، فقال له سالم‏:‏ وَيْلَكَ يا أشعب من بناتي وحُرَمي ‏؟‏ فقال‏:‏ لقد علمْتَ ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد، فوجَّهَ إليه من الطعام ما أَكلَ وحَمَلَ إلى منزله‏.‏

وقال أشعب‏:‏ وَهِبَ لي غلامٌ، فجئت إلى أمي بحمار موقور من كل شيء والغلام، فقالت أمي‏:‏ ما هذا الغلام‏؟‏ فأشفقت عليها من أن أقول‏:‏ وهب لي، فتموت فرحا، فقلت‏:‏ وهب لي غين، فقالت‏:‏ وما غين‏؟‏ قلت‏:‏ لام، قالت‏:‏ وما لام ‏؟‏ قلت‏:‏ ألف، قلت‏:‏ وما ألف ‏؟‏قلت‏:‏ ميم، قالت‏:‏ وما ميم‏؟‏ قلت‏:‏ وهب لي غلام، فغشى عليها فَرَحاً، ولو لم أقطع الحروف لماتت‏.‏

وقال له سالم بن عبد الله‏:‏ ما بلغ من طَمَعِك‏؟‏قال‏:‏ ما نظرتُ قَطُّ إلى اثنين في جنازة يتساران إلا قَدَّرْتُ أن الميتَ قد أوصى لي من ماله بشيء، وما أدخل أَحَدٌ يده في كمه إلا أظنه يعطيني شيئاً‏.‏

وقال له ابن أبي الزناد‏:‏ مابلغ من طمعك‏؟‏ فقال‏:‏ ما زُفَّتْ بالمدينة امرأة إلا كَسَحْتُ بيتي رجاء أن يغلظ بها إلي‏.‏

وبلغ من طمعه أنه مَرَّ برجل يعمل طَبَقاً فقال‏:‏ أحبُّ أن تزيدَ فيه طوقا، قال‏:‏ ولم‏؟‏ قال‏:‏ عسى أن يُهْدَي إلى فيه شيء ‏.‏

ومن طمعه أنه مر برجل يمضغ علكا، فتبعه أكثر ن ميل حتى علم أنه علك‏.‏

وقيل له‏:‏ هل رأيتَ أطمَعَ منك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، خرجت إلى الشام مع رفيق لي، فنزلنا عند دَيْر فيه راهب، فتلاحَيْنَا في أمر، فقلت‏:‏ الكاذب منا كذا من الراهب في كذا منه، فنزل الراهبُ وقد أنغط، وقال‏:‏ أيكما الكاذب ‏؟‏ ثم قال أشعب‏:‏ ودَعُوا هذا، امرأتي أَطْمَعُ مني ومن الراهب، قيل له‏:‏ وكيف‏؟‏ قال‏:‏ إنها قالت لي كما يخطر على قلبك من الطمع شيء يكون بين الشك واليقين إلا و‏[‏أنا‏]‏ أتيقنه‏.‏ ‏[‏ص 441‏]‏

2334- أَطْمَعُ مِنْ طُفَيْلٍ‏.‏

هو رجل من أهل الكوفة مشهور بالطمع واللَّعْمَظَة، وإليه يُنْسَبُ الطفيليون، وسيأتي ذكره مستقصى في باب الواو عند قولهم‏"‏ أَوْغَلُ من طُفَيْلٍ‏"‏‏.‏

2335- أَطْمَعُ مِنْ فَلْحَسٍ‏.‏

قد مر ذكره في باب السين عند قولهم ‏"‏أَسْأَلُ مِنْ فَلْحَسٍ‏"‏ فأغنى عن الإعادة‏.‏

2336- أَطْمَعُ مِنْ قِرِلَّى‏.‏

قد مر ذكره والاختلافُ فيه في باب الخاء عند قولهم ‏"‏أَخْطَفُ من قِرِلَّي ‏"‏‏.‏

2337- أَطْمَعُ مِنْ مَقْمُورٍ‏.‏

إنما قيل هذا لأنه يطنع أن يعود إليه ما قمر‏.‏

2338- أَطْوَعُ مِنْ ثَوَابٍ‏.‏

هذا رجل من العرب كان مِطْوَاعاً، فضرب به المثل، قال الأخنس بن شهاب‏:‏

وكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أطِيعُ أُنثَى * فصِرْتُ الْيَوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ

2339- أَطْوَعُ مِنْ فَرَسٍ، وَمِنْ كَلْبٍ‏.‏

2340- أَطَبُّ مِنَ ابْنِ حِذْيَمٍ‏.‏

هذا رجل كان معروفا بالحِذْقْ في الطب قال أبو الندى‏:‏ هو حِذْيَمٌ رجلٌ من تَيْم الرَّباب، كان أَطَبَّ العرب، وكان أَطَبَّ من الحارث، قال أَوْسُ بن حَجَر يذكره‏:‏

فَهَلْ لكُمُ فِيهَا إِلَىَّ فإِنَّنِي * بَصِيرٌ بمَا أَعْيَا النِّطَاسِيَّ حِذْيَمَا

2341- أَطْغَى مِنَ السَّيْلِ، و ‏"‏من اللَّيْلِ‏"‏‏.‏

2342- أَطْيَرُ مِنْ جَرَادَة‏.‏

2343- أَطْمَرُ مِنْ بُرْغُوثٍ‏.‏

2344- أَطْوَلُ مِنْ يَوْمِ الْفِرَاقِ، و‏"‏من شَهْرِ الصَّوْمِ‏"‏ و ‏"‏مِنَ السَّنَةِ الْجَدْبَةِ‏"‏‏.‏

2345- أَطفَلُ من لَيْلٍ عَلَى نَهَارٍ، و‏"‏مِنْ شَيْبٍ عَلَى شَبَابِ‏"‏‏.‏

ويقال أيضاً‏:‏

2346- أطْفَلُ مِنْ ذُبَابٍ‏.‏

2347- أطْيَبُ من الْحَيَاةِ، و‏"‏من المَاءِ عَلَى الظَّمَإِ‏"‏‏.‏

2348- أطْوَلُ مِنَ الدَّهْرِ، و‏"‏مِنَ اللُّوحِ‏"‏‏.‏

وهو السُّكاَك، وقد مَرَّ قبل‏.‏ ‏[‏ص 442‏]‏